الملخص:

الخلاصة: إنّ التعريف المستقل أو الممزوج للكلمتين المفتاحيّة: «الحق» و«الخير» وتقدّم إحداهما على الأُخری هو من المباحث ذات خلفية ومثيرة للجدل في المجال النظري للفلسفة الأخلاقيّة. وقد نشأت جرّاء نوع النظر إلى هذا الموضوع الأساسي للمعايير الأخلاقيّة، رؤی ومدارس أخلاقيّة متنوّعة وأحياناً متضاربة بين المفكّرين المتقدّمين والحديثين. إنّ هذا المقال، في ضمن إلقاء نظرة عابرة على النظريّات المهمّة في هذا المجال، من خلال فحص وتحليل السيرة العلويّة من منظور نهج البلاغة، باستخدام المنهج الوصفي ـ التحليلي، يوضح بأنّ سيرة أميرالمؤمنين عليه السلام كمعيار إسلامي أصيل، من خلال نفي النظرة التقديسيّة للحكومة، وتقديم نموذج للحاكميّة الأرضيّة، تقوم على أساس الأصل الأوّلي للإلتفاف حول الحق. كان التفاف الإمام عليه السلام حول الحق في بعض الحالات منطبقاً على مفهوم الخير، وفي بعض الأحيان يبدو أنّه يتزاحم مع الخير. ومن مصاديق التزاحم بين الحق والخير في نهج البلاغة، يمکن أنْ يشار إلى الحق في الحياة، والحق في المساواة، والحق في الحرّيات السياسيّة: کالحق في حرّية النقد والإعتراض، والحق في اختيار الحاكم، والحق في نوع الحكومة، والحق في تجديد البيعة للحاکم. وفي وقت التزاحم، تتجلّى أولويّة الحق على الخير بالدعم الضروري والعقلاني للوعي الذي يسعى إلى تحقيق الخير الفردي والجماعي. إلى جانب هذا، فإنّ طريقة أميرالمؤمنين عليه السلام في الإلزام على تبعيّة الحق والتوصية الصريحة أو الضمنيّة بتبعيّة الخير تظهر فلسفة سيرته القرآنيّة في تحقيق الهدف النهائي لخلقة الإنسان، وهو تحقيق الكمال، أي: إعطاء الأصالة للخير.